Rabu, 12 Juni 2013

persahabatan (الصداقة)

الصداقة
        اذا تمت المحبة بين شخصين، وكان هناك مشاكلة فى الطبيع وتوالفق فى المذاهب ولائتلاف تام حصلت الصداقة.
        أنها اذن أخص من المحبة، ويرى مسكويه أنها هى الودة بعينها، و انما كانت أخص من المحبة لأنها لا تكون بين جماعو كثيرين كما هو الشأن فى المحبة, وانما هى مودة يبذلها كل من من الصديقين نحو الآخر، فإذا قوي هذا الحب بينهما الى حد الافراط فيه والهيام صار عشقا[1].
        والصداقة كالمحبة فى أنها توقف فى بقائها وزوالها على الغايو المختفية وراءها. فإذا كانت الصداقة من أجل اللذة والمنفعة فهى سريعة الزوال بانقضاء اللذة أو المنفعة، أما اذا كانت من أجل الخير ولا تكون الا بين الأخيار فهى أكرم الصدقات وأنبتها لأن الخير لا يتغير والصداقة ضرورية لتمام سعادة الانسان، فهى عون له فى حياته الجسمية والروحية معا، فالانسان كما يقول مسكويه: يكتسب بأصدقائه مالا يستطيع اكتسابه وحده[2]. ويتلذ بصدقاته لذة روحية باقية، فهو فى حاجة الى الصديق فى كل حال، غنيا كان أو فقيرا، قويا كان أو ضعيفا، واذا كانت الصداقة ضرورية لأفراد الناس فهى لرئيس الدولة وحاكمها أوجب اذ لابد وأن يكون له من الأصدقاء الثقاة من هم بمثابة العيون ولآذان التى يطل منها عل رعيته المنتشرة ليقف على أخبارها ويدير شئؤنها المعقدة أكمل التدبير.
        كيف يختار الصديق:
        الانسان من بين أصناف الحيوان يستطيع أن يخفى طباعه بالحيلة والمدارة، فعلينا فى صدقاتنا للغير أن نكون على حذر فلا نخدع بظواهر الناس، يقول مسكويه "فينبغى لنا أن نحذر ركوب الخطر فى تحصيل هذه النعمة الجليلة [يعنى الصداقة] حتى لانقع فى مودة الموهين الخداعين الذى يتصورون لنا بصورة الفضلاء الاختيار فإذ حصلونا فى شفاكهم افترسونا كما تفترس السباع أكيلتها"[3].
        ويدير مسكويه أمورا يسميها طرقا لابد من مراعاتها حتى توفق الانسان فى اختيار الصديق الصالح، وهذا الامر هى:
1.   أن يتحرى عن سلوكه فى صباه، وحاله مع والديه وآخوته وعشيرته
2.   التحرى عن سيرته مع أصدقائه السابقين.
3.   ان يعترف مدى تارة بالمعروف الذى يسدى النية وشكره للنعمة، وليس المراد بشكر النعمة المكافاة عليها فقط لا يستطيع ذلك، ولكن المراد ان يبذل ما يستطيع وما يقدر عليه من الشكر الواجب فى مقابلة النعمة.
4.   ألا يكون ممن يميلون الى الراحات ويستعذبون التكاسل عن اداء الواجبات ويرتاحون الى الذات، فان مثل هذا فلما ينشط لفعل ما يجب عليه نحو الأصدقاء.
5.   أن نعرف مدى تعلقه بامال وحرصه على جمعه، فإن الصداقة لا يعقر صفوها الا التعامل بالدينار والدرهم، وربما أحولها الى كره وعداء.
6.   ألا يكون من هواة الرئاسة والغلبة، فإن هذا النوع لاينصف صديقا، اذا كثيرا ما يحمله حبه للرئاسة علي استهانة بأصدقائه والتعالى عليهم فتحول الصداقة بسبب ذلك عداوة وأحقاد.
7.   أن ينظر هل هو ممن يعشقون الغناء وضروب المجون واللهو، فإن كان كذلك فهو مشغول عن المساعدة اخوانه، ومواستهم وهو شديد الهرب من مكافاتهم باحسان واحتمال النصب، واذا ماكان بريئا من هذا العيوب فهو الصديق الكريم الذى يرغب فى صحبته ويحرس على دوام اخوته[4].    

آداب الصداقة:
و لبقاء الصداقة ودوام صفائها وقوتها آداب تجب مراعتها وهى:
1-             ألا يكثر الانسان من الأصدقاء بل ربما كان من الأفضل أن يكتفى بصديق واحد، لاسيما اذا توافرت فيه صفات الصديق الكامل فما أعز الكمال، ولأن من كثر أصدقاؤه ثقل عليه عبء الوفاء بحقوقهم، فربما أخطر الى الأغضاء عن بعض ما يجب عليه، وتقصير فى بعصه، بل ربما ترادفت عليه أحوال المتضاربة أعنى أن تدعوه مساعدة صديق الى أن يسر بسروره ومواساة آخر أن يغتم لغمة وأن يسعى بسعي واحد، ويقعد بقعود آخر مع الأحوال تشابه هذه كثيرة مختلفة فيوقعه ذلك اضطراب وحيرة.
2-              أن يتغاضى عن عيوب صديقة، وبعض الحرف عن الهنات الصغيرة التى لا يسلم من مثلها البشر، وأن ينظر الانسان الى ما فى نفسه من العيب فيحتمل مثل من غيره.
3-             وجوب مراعاة الصديق والمبالغة فى تفقده والسؤال عنه، واهتمام بجميع حقوقه وحسن استقباله، ولقائه حتى يشعر بهذا الارتياح فتقوي ثقته وتزداد محبته كذلك يجب أن نفعل بأحباب هذا الصديق من الصديق أو ولد أو تابع أو خاسية فنكر مهم ونثنى عليهم من غير اسراف يخرج بنا الى حد الملق والتكلف الممكوت.
4-             المشاركة بصدق فى السراء والضراء، فان الانسان اذا وجب عليه الاحتفاء والتودد اليه فى الرخاء فان مشاركته اذا أصابه سوء أو نزل به مكروه ألزم وأوجب، ويجب أن نواسيه بأموالنا وبكل عزيز لدينا.
5-             واذا رأى الانسان من بعض أصدقائه تبعدا عنه أو نقصنا مما عهده فيهم وجب عليه أن يكثر التودد اليهم، وأن يختلط بهم ويعمل على اجتذابهم واستمالهم اليه فانه ان أنف ذلك، أو انتابه شيئمن كبر ذهبت المودة.
6-             أن يحذر المرء مع الصديق خاصة وانكان واجبا أن يحذره مع جميع الناس فان مماراة الصديق تقتلع المودة من أصلها، وتفسد الحداقة لما يؤدى اليه ذلك المرء من اختلاف ثم تشاحن وتباغض فهوخلق مذموم.
7-             الا يدخل على صديقه بما وسع الله عليه من مال أو رزقه من جاه، أو أتاه من علم، بل عليه أن يكون سخيا كريم الب>ل لصديقه من غير تطاول ولا امتنان خان عدم البذل خير منه مع الامتنان زلتطاول الذى يجرح كرامة الصديق.
8-             أن يكون الانسان متحكما فى لسانه حافظا لأسرار صديقه لا يذيعها بين الناس ولا يحرج صديقه فيبوح بسره ومهما كانت الطروف، فان ذلك يسرع فى انقطاع حبل المودة.
9-             أن يحذر التميمة بينه وبين صديقه وفى ذلك يقول مسكويه " إن الاشرار يدخلون بين الأخيار فى حورة النصحاء فيوهمونهم النصيحة وينقلوناليهم فى عرض الأحاديث اللذيذة الأخبار أصدقائهم محرفة مموفة، حتى اذا تجاسروا عليهم بالحديث المختلق يصرحون لهم بما يفسد موداتهم ويشوه وجوه أسدقائهم الى أن يغض بعضهم بعضا"[5].
10-        الا يرتاح الى ما يذم الصديق ويذكر عيوبه، ولا يفسح صدره لمثل هذا سواء كان ذلك بطريق الجد أو الهزل، وكيف يليق بك قبول ذلك فى صديقك وأنت عينه وقلبه بل أنت هو، فان ذلك لا يقف شره عند افساد الصداقة بل ربما حولها الى عداوة ويعلمنا مسكويه كيف نعالج عيوب أصدقائنا فى رفق ولطف، فيقول: " فان عرفت منه أنت عيبا فوافقه عليه موافقة لطيفة ليس فيها الغلظة، فان طبيب الرفيق ربما بلغ باطواء اللطيف مالا يبلغه غيره باشق والقطع والكى، بل ربما توصل بالغذاء الى العشاء واكتفى به المعالجة بالدواء"[6]    
11-        الحذر كل الحذر من عداوة الصديق والخليل، فانه بحكم اطلاعه على أخبارك وأسرارك زمعرفة لعيوبك يكون أخطر عليك من عدوك الذى لم تصادقه، وفى ذلك يقول القائل:
احذر عدوك مرة
                                        واحذر صديقك ألف مرة
                        فربما انقلب الصديق   
                                        فكان أعلم بالمضر
12-        وأخيرا يطلبنا مسكويه بدوام المحافظة على ما سبق من آداب، واستمرار مراعاتها، فذلك هو الضمان الأكيد لقوة الصاقة وبقاء المودة[7].
وهكذا يبدوا اهتمام مسكويه البالغ بفضيلتى المحبة والصداقة، ويحوط الصداقة واختيار والصديق بشروط وآداب فلما يجدها الباحث عند غيره من الفلاسفة الاسم وليس ذلك اهتمام الخاص بهما بغريب فى الفلسفة مسكويه الذي يقرر " أن الفضائل الخلقية انما وضعت الأجل والمعملات والمعاشرات التى لايتم الوجود الانسانى الا بها"
واذا كانت هذه الفضائل يجب التحلى بها فى ضروب المعملات بيننا وبين الناس، فأولى بذلك أصدقائنا الذين اخترناهم على الايام واجخرناهم للشدائد وأحللناهم محل أرواحنا وزدناهم تفضلا واكراما.

       
   



[1]  التهذيب ص 140
[2]  نفس المصدر 159
[3]  التهذيب ص 162
[4]  نفس المصدر ص 162 وما بعدها
[5]  التهذيب ص 169
[6]  نفس المصدر والصفحه
[7]  التهذيب ص 164 وما بعدها

Tidak ada komentar:

Posting Komentar